القصر والزيدية على أفواه السكك يغدوا عليهم أهل الشام ويروحون يقاتلونهم أياما، ثم إن ربيعة أخذت لأنفسها وللزيدية ولعبد الله بن معاوية أمانا ألاّ يتبعوهم، وأن يذهبوا حيث شاؤوا.
وأرسل ابن عمر إلى عمر بن الغضبان يأمره بنزول القصر، وإخراج عبد الله بن معاوية، فأرسل إليه ابن الغضبان فرحّله ومن معه من شيعته ومن تبعه من: أهل المدائن، وأهل السواد، وأهل الكوفة، فسارت بهم رسل ابن عمر حتى أخرجوهم من الجسر، ونزل ابن عمر القصر.
وكانت أم عبد الله بن معاوية ابنة عون بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فقال الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب:
لقد أنكرت أن تأتي بخير … وأمّك أخت يعقوب بن عون
قال أبو عبيدة: وكان وفاة يزيد بن الوليد بدمشق لانسلاخ ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، وهو ابن ست وأربعين سنة، فكانت ولايته ستة أشهر وليلتين، وبويع إبراهيم، وأمه أم ولد، بدمشق فلم يلبث إلا شهرا أو نحوه حتى أقبل مروان من الجزيرة، فدخل دمشق لثلاث خلون من صفر، فهرب ابراهيم وخلع، وبايع الناس مروان بن محمد، وأمه أم ولد، ويكنى أبا عبد الملك.
قال أبو عبيدة: فلما ظهر مروان، واستقام أمره، كتب إلى النّضر بن سعيد بن عمرو الحرشي بولاية العراق، وإلى من معه من النزارية يأمرهم بالسمع والطاعة له، والنضر يومئذ مع عبد الله بن عمر مقيم بالحيرة، فقال من مع النضر من المضرية الشاميين: إنه لا طاقة لنا بمن مع ابن عمر من