للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما ولي يزيد بن عبد الملك بعد عمر أمر بردّها، وكتب إلى عروة بن محمد عامله إنّ ابن عبد العزيز كان مغرورا منك ومن أشباهك، فأعد على أهل اليمن الضريبة التي كان عمر أسقطها ولو صاروا حرضا (١).

حدثني أبو مسعود عن عوانة قال: أقرّ يزيد عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر بن عبد العزيز على البصرة، وولى عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري المدينة، فشكته فاطمة بنت الحسين بن علي، وهي أم عبد الله بن حسن بن حسن بن علي وإخوته وكتبت إليه كتابا وأرسلت رسولا وقالت إنه يدعوني إلى تزوجه وأنا أمرأة لا حاجة لي في التزوج لأني مشبلة على ولدي ولا آمن من أن يتكذب على ولدي حتى يوقعهم فيما أكره ليغيظني بذلك، وأمير المؤمنين أحقّ من نظر فيّ ودافع عني، فإني ابنة عمه وإحدى نسائه. فكان ذلك سبب غضبه عليه وعزله ومطالبته بمال أخرج عليه، فلما أراد الخروج من المدينة بكى ثم قال: والله ما أبكي جزعا من العزل ولا أسفا على الولاية، ولكني أربأ بهذه الوجوه أن يهينها من لا يعرف لها مثل الذي أعرف، ولا يوجب من حقها ما أوجب. ثم أنشد:

فما السجن أضناني ولا القيد شفّني … ولكنني من خشية النار أجزع

على أنّ أقواما أخاف عليهم … إذا غبت أن يعطوا الذي كنت أمنع

المدائني عن محمد بن خالد قال: كان لسعيد بن خالد بن أسيد قصر بحيال قصر يزيد بن عبد الملك، فكان يزيد إذا ركب إلى الجمعة توافيا في


(١) أي حتى لو أشرفوا على الهلاك. القاموس.