عدي بن حارثة بن الشريد بن مرة بن سفيان بن مجاشع بن دارم، وهو أبو الترجمان بن هريم، والمسور بن عمر بن عباد بن الحصين الحبطي، من بني تميم لعدي: ما تناظر من هذا المزوني وأنت أعز منه وأعدّ، فأمرهما أن يسيرا إلى المربد، وبث خيله في النواحي واستعد للحرب، وكتب إلى يزيد بن عبد الملك يعلمه خلع يزيد بن المهلب، وخرج هريم بن أبي طحمة في جمع كثيف من بني تميم ومن قيس إلى المربد، ووقف هو في القلب في حنظلة وسعد، فوجه يزيد إليهم محمد بن المهلب والمشمعلّ الشيباني، ودارس مولى حبيب بن المهلب فقاتل دارس وأصحابه بني تميم من أصحاب عدي، وكانوا في إحدى المجنبتين وهو يقول:
أنا غلام الأزد واسمي دارس … إنّ تميما سماء ما تمارس
إذا دعونا فارسا لفارس
وقال الفرزدق
تفرّقت الجعراء أن صاح دارس … ولم يصبروا عند السيوف الصوارم
جزى الله قيسا عن عديّ ملامة … ألا صبروا حتى تكون ملاحم (١)
وقاتل محمد بن المهلب قيسا وهم في المجنبة الأخرى فهزمهم، وانكشف أصحاب عدي جميعا، وأعان بشر بن حاتم بن سويد بن منجوف أصحاب يزيد، وقاتل فأبلى، وأتاه محمد بن المهلب شاكرا له، وبعث إليه يزيد بصلة سنية مع عثمان بن المفضل بن المهلب، فزعموا أنه قيل لابن سيرين: أن بكرا أعانت الأزد فتمثل: