للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أمصار المسلمين، ودخل على الحسن فقال له: إن الناس لا يصلون حتى تخرج، فإذا الحسن قد جاء معتمدا على رجل، فقام على الأرض فخطب وقرأ في خطبته: ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ)﴾ (١) ولم يقعد في الخطبة ثم أقام المؤذنون فقرأ: الجمعة، وسبّح اسم ربك الأعلى.

قالوا: وصلب مسلمة بن عبد الملك جثة يزيد بن المهلب، وعلق معه خنزيرا ومرديا (٢) وزقّ خمر وسمكة.

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا الحكم بن عطية قال: سمعت الحسن سئل عن قول الله: ﴿زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)﴾ (٣) فقال: ألم تروا إلى عدو الله ابن المهلب يدعو إلى كتاب الله وسنّة نبيه وقد نبذهما وراء ظهره.

حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن أبي بكر الهذلي قال: كنا عند الحسن فذكر يزيد فقال: عجبا لهذا الحمار النّهاق يدعو - زعم - إلى كتاب الله وسنة نبيه وقد نبذهما وراء ظهره، اللهم اصرع ابن المهلب صرعة تجعله بها نكالا لما بين يديه وما خلفه وموعظة للمتقين. وا عجبا لهذا الحمار النهاق بينا هو يضرب أعناقنا بالأمس تقربا إلى بني أمية، إذ رأى منهم نبوة واصابته جفوة فنصب قصبا عليها خرق، ثم قال: أدعوكم إلى السنّة، ألا وإن من السنة أن تجعل رجلاه في قيد، ويجعل حيث جعله عمر بالأمس.


(١) سورة الزمر - الآية:٥٣.
(٢) دفع الملاح السفينة بالمردي، دفعها بخشبة للدفع. القاموس.
(٣) سورة الأنعام - الآية:١١٢.