للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: قال هشام: إن لأهل العراق رائدين لا يكذبان دجلة والفرات.

المدائني قال، قدم علباء بن منظور الليثي على هشام فأنشده:

إنّا أناس ميّت ديواننا … ومتى يصبه ندى الخليفة ينشر

فقال: ما أحسن ما قلت وسألت، وأمر له بخمسمائة درهم وأن يلحق له عيّل، فقدم البصرة فقال الفرزدق: الحذيّا (١)، فأعطاه مائة درهم، فقال: اجعلها يا أمير المؤمنين لابنتي، قال: إنما حاولت الجريبين، وكان لكل واحد من الذرية في كل عام مائة درهم، وفي كل شهر جريبان، وإنما ذلك لعيال أهل الديوان.

وقال هشام للأبرش - وهو سعيد بن الوليد بن عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر، وهو الجلاح بن عوف بن بكر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان، وكان الأبرش جليسه وأنيسه-: كيف تكون أخص الناس بي وأنت أخص الناس بمسلمة أخي؟.

فتمثل الأبرش:

أؤاخي رجالا لست أخبر بعضهم … بأسرار بعض إنّ قلبي واسع

قال: وقال الأبرش لهشام: يا أمير المؤمنين، لو ينادى في عرض الناس يا مفلس فسمع رجل من جلسائك نداءه ما ظن أنه عنى غيره.

المدائني عن عمر بن يزيد عن الوليد بن خليد قال: رآني هشام على برذون طخاري فقال: ما هذا البرذون؟ قلت: حملني عليه الجنيد بن عبد


(١) الحذيا: هدية البشارة، والقسمة من الغنيمة. القاموس.