للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن حمزة بن ابراهيم قال: قال الحجاج لمعبد الجهني: يا معبد أتتكلم في القدر؟ قال: نعم، زعم فسّاق أهل العراق أن الله قضى وقدر أن يقتل عثمان، فقلت: كذبتم. فقال: صدقت. فبلغ هشاما قوله فقال:

لقد قدر الله قتل عثمان لما كتب على قاتليه من الشقاء، وكذب معبد والحجاج.

قالوا: وقدم رواية الفرزدق وجرير والأخطل على هشام، فدخل رواية جرير في فرو، ودخل الآخر في خزّ، فأنشد رواية الفرزدق شعرا:

كأنّ مفالق الرّمان فيه … وجمر غضى قعدن عليه حام (١)

فغضب هشام ولم يصل راوية الفرزدق والأخطل، ووصل راوية جرير.

المدائني عن عبد الرحمن بن خالد قال: رأيت هشاما وهو يقول لغلمانه وهم يلقطون زيتونا في أرض له: القطوا لقطا، ولا تخبطوا خبطا، فإن الخبط يفقأ عيونه ويكسر غصونه، وكان معه عثمان بن حيان فوجّهه من وجهه إلى العراق للمسألة عن خالد فقدم عليه فأخبره، فكان ذلك سبب عزل خالد.

حدثني هشام بن عمار قال: بلغنا أن هشاما حدّث بأن خالدا يعطي من جاءه من قومه، فازداد غيظا عليه وغضبا وقال: إني أبخل بهذا المال عن نفسي وأهلي وولدي، وخالد يفرقه في قومه، فحدثه بعض حضره أن رجلا من بجيلة دخل عليه فسأله فمنعه فقال:


(١) هذا البيت ليس في ديوان الفرزدق المطبوع.