للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكت المنابر من فزارة شجوها … فاليوم من قسر تضج وتجزع

وملوك خندف أضرعتنا للعدى … لله درّ ملوكنا ما تصنع

فلما حبس خالد قال الفرزدق:

لعمري لئن نابت فزارة نوبة … لمن حدث الأيام تسجنها قسر

لقد حبس القسري في سجن واسط … فتى شيظميا لا ينهنه الزجر

فتى لم تورّكه الإماء ولم يكن … غداء له لحم الخنازير والخمر (١)

فقال ابن هبيرة: ما رأيت أكرم من الفرزدق: هجاني أميرا ومدحني أسيرا.

وكان الفرزدق هجا ابن هبيرة فقال في أيام يزيد:

أمير المؤمنين وأنت عفّ … كريم لست بالطبع الحريص

أأطعمت العراق ورافديه (٢) … فزاريا أحدّ يد القميص

ولم يك قبلها راعي مخاض … ليأمنه على وركي قلوص

تفهق بالعراق أبو المثنى … وعلّم قومه أكل الخبيص (٣)

وقال فيه بعد هذا الشعر:

يلين لأهل الدين من لين قلبه … لهم وغليظ قلبه للمنافق (٤)

فقال خالد: فأين أبو فراس، وطمع في أن يقع في يده فيعاقبه فحذره الفرزدق.


(١) ليست في ديوان الفرزدق المطبوع.
(٢) بهامش الأصل: رافديه: دجلة والفرات.
(٣) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٣٨٩.
(٤) ديوان الفرزدق ج ٢ ص ٤١.