قال أبو عبيدة: أخبرني يونس بن حبيب قال: زعم بلال أنه لو كان مكان أبي موسى ما خدعه عمرو بن العاص، وقد خدعه يوسف بن عمر مجنون من ثقيف، كتب إليه: لا سبيل عليك إنما وليت الصلاة والقضاء فأقم بمكانك وخذ العمال قبلك بالاستخراج، فأقام واستخرج له ما أراد ثم عدا عليه فحبسه حتى مات في حبسه.
قالوا: وكان بلال إذا غربت الشمس، أو كادت تغرب، وضع طعامه، فإذا مدّ الناس أيديهم نودي بالصلاة فقام وقاموا، فنودي مرة بالصلاة وقتادة يأكل فلم يقم ولم يقم رجل آخر معه فلحظه، قال الرجل فلم يؤذن لي بعد ذلك أشهرا، ثم إن امرأتي استعدته علي وادعت أني أضربها وأضرّ بها، فقال: صدقت وضربني أربعين سوطا، وإنما ضربني لأكلي طعامه مع قتادة.
وكان الناس يتفرقون عن طعام بلال للصلاة، فيأخذه العسس والخدم، فكان من حوله يشترون ذلك، فكان من قرب منه يقولون:
ما رأينا جارا خيرا من بلال.
وقال بكر بن حبيب الباهلي: حكمت بلالا في حاجة فقلت: أنت في كرمك وعدلك أحق من فعل هذا. فقال: وأنت في بلاغاتك وفصاحاتك لا تنقلب اليوم بحاجاتك. فقلت: لو علمت أن اللحن ينفعني عندك لخضرمت خضرمة أبي شيخ الفقيمي وكان لحانا، فقال له أبو شيخ: كيف