عباس-. فبلغ قوله هشاما فقال: خرف الرجل. وكتب إليه: إنك هذأة، هذرة، أببجيلة القليلة الذليلة تتهددنا؟.
وقال رجل من عبس في خالد:
ألا إنّ بحر الجود أصبح ساحيا … أسير ثقيف موثقا في السلاسل
فإن يسجنوا القسريّ لا يسجنوا اسمه … ولا يسجنوا معروفه في القبائل
قال الهيثم: فأقام خالد بدمشق، ويوسف ملحّ على هشام في إشخاص يزيد بن خالد، فكتب إلى كلثوم يأمره بحمل يزيد إلى يوسف، فبعث إليه خيلا وهو في بعض النواحي فقاتلهم ولم يقدروا عليه، فحبس كلثوم خالدا في سجن دمشق، وسار إسماعيل أخوه حتى أتى الرصافة، فدخل على ابن الزبير حاجب هشام فأخبره بحبس كلثوم خالدا، فأنهى ذلك إلى هشام، فكتب إلى كلثوم يعنفه ويقول: عجزت عمّن أمرتك بأخذه، وحبست من لم آمرك بحبسه، وكتب إليه في تخلية سبيل خالد فخلاه.
وقال الهيثم: أمر هشام الأبرش فكتب إلى خالد: بلغني أن عبد الرحمن الضبّي قام إليك فقال: يا خالد إني أحبك لعشر خلال: إن الله كريم وأنت كريم، والله جواد وأنت جواد، والله حليم وأنت حليم، والله رحيم وأنت رحيم، وعدّ عشر خلال، وأمير المؤمنين يقسم بالله لئن تحقق ذلك عنده ليسفكنّ دمك، فاكتب بالأمر على وجهه لأخبر به أمير المؤمنين.
فكتب إليه خالد: إن ذلك المجلس كان أكثر أهلا من أن يجوز لأحد من أهل البغي والفجور أن يحرّف ما كان فيه، قام إليّ عبد الرحمن بن ثويب الضبي فقال: إني لأحبك لعشر خلال: إن الله يحب كل كريم، وأنت كريم فالله يحبك، وعدّد عشر خلال، ولكن أعظم من ذلك قيام ابن شفي