سيف في غمده وإذا الناس يشتمونه وهو يسمع، فقام الوليد فضربه الرجل على رأسه، ودخل عبد العزيز والناس حين تسلق الرجل فتعاوروه بأسيافهم، وأكبّ الرجل الطويل فاحتزّ رأسه. وكان يزيد قد جعل على رأسه مائة ألف درهم.
وجاء أبو الأسود مولى خالد بن عبد الله القسري، فسلخ من جلدة رأس الوليد قدر الكف فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد الله، وكان محبوسا في عسكر الوليد، حبسه حين دفع أباه إلى يوسف بن عمر، وانتهب الناس خزائن الوليد وما في عسكره.
وقال المدائني عن عمر بن مروان الكلبي: لما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى وفيها خاتمة، وبعث بها إلى يزيد بن الوليد فسبقت رأسه إليه بليلة، وقدم برأسه من الغد فنصبه للناس بعد الصلاة.
وكان أهل دمشق قد أرجفوا بعبد العزيز فلما نصب لهم رأس الوليد سكتوا.
قالوا: ولما أمر يزيد الناقص بنصب رأس الوليد قال له يزيد بن فروة مولى بني مروان: إنما ينصب رأس خارجي وهذا ابن عمك وخليفة من الخلفاء ولا آمن إن نصبته أن ترقّ له قلوب الناس ويغضب له أهل بيتك وتدركهم الحميّة. فقال: والله لا نصبه غيرك. فنصبه على رمح ثم قال:
انطلق فطف به في مدينة دمشق وأدخله دار أبيه، ففعل فصاح النساء وأهل الدار، ثم ردّ إلى يزيد فقال: انطلق به إلى منزلك. فمكث عنده قريبا من شهر ثم قال: ادفعه إلى أخيه سليمان بن يزيد، وكان سليمان ممن سعى على الوليد أخيه، فغسل ابن فروة الرأس ووضعه في سفط وأتى به سليمان فقال