للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبايعوا أبا محمد السفياني، وأقبل حتى نزل جوسكية (١) وهو حصن من حصون حمص، وبلغ يزيد بن الوليد الناقص أمره فوجه إلى أهل حمص سليمان بن هشام، وعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، فنزلا ثنية العقاب، وأقبل أبو محمد السفياني فنزل موضعا يعرف بقطيفة (٢) هشام، وكان هشام بن عبد الملك اتخذها فقصد سليمان بن هشام إلى أبي محمد فالتقوا بالسليمانية، وكان سليمان بن عبد الملك اتخذها فقاتلهم أبو محمد فخذله جنده فأسر وقدم به على يزيد الناقص فحبسه مع ابني الوليد الحكم وعثمان، ثم أمر أيضا بحبس يزيد بن عثمان بن محمد بن أبي سفيان فحبس معهم.

وحدثني داود بن عبد الحميد عن أشياخه قالوا: لم يزل الغيلانية بيزيد الناقص حتى بايع لإبراهيم ولعبد العزيز بن الحجاج من بعده، ومات يزيد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، ولم يتم لإبراهيم بن الوليد أمر. كان يسلّم عليه جمعة بالخلافة، وجمعه بالإمارة. وكان يقال له: الصلتان، وكانت أمه بربرية، ولم تكن أم يزيد الناقص.

وقال بعض الشعراء:

نبايع إبراهيم في كل جمعة … ألا إنّ أمرا أنت واليه ضائع

نبايع إبراهيم في كل جمعة … فكم كم إلى كم كل يوم نبايع

فما زال على هذه الحال حتى قدم مروان فخلع نفسه، وقتل مروان عبد العزيز بن الحجاج، وابراهيم الخشبي من أولاد المختارية.


(١) تعرف الآن باسم «جوسية».
(٢) ما تزال تحمل الاسم نفسه وتبعد عن دمشق قرابة الأربعين كم. ويلاحظ أن تفاصيل هذه الرواية تتعارض مع الرواية المتقدمة ص ١٧٥/.