وأصابت الضحاك جراحة، فقال: ليس كل من طلب الشهادة رزقها.
وتحاجزوا وخرجوا في اليوم الثالث وخرج الضحاك وقال: لا أرجع اليوم إلا أن يأبى ربي، ولست أملك إلاّ فرسي وسلاحي، وعليّ سبعة دراهم منها ثلاثة في كمّي فاقضوها عني وقال: ليس أمير القوم بالخبّ الخدع، ثم ترجل وقال: إن قتلت فليصلّ بكم شيبان بن سلمة، ويقاتل عدوكم الخيبري، ولم يعهد إلى أحد.
والتقوا نصف النهار وصبروا وصبر أهل الشام فكثرت بينهم القتلى، وهزمت الميمنة التي لمروان ميسرة الضحاك، واقتتلوا حتى أمسوا، وقتل من الخوارج خلق، وقتل الضحاك عند المساء ولم يعلم مروان بقتله فلما كان في الليل جاء مروان رجل من عسكر الضحاك فأخبره بقتله، فأرسل مروان من طلبه في القتلى فوجده وبوجهه ضربات فاحتزّ رأسه وأتى به مروان.
قالوا: فقال الخيبري لشيبان: يا أبا الذلفاء ولّني قتال القوم، فإذا قتلت فالمسلمون على رأيهم. قال: نعم. فلم يقاتلهم ثلاثة أيام، وخرج في اليوم الرابع فحضّ الناس ثم لقيهم وعلى ميمنة مروان ابنه عبد الله، وعلى ميسرته إسحاق بن مسلم، فانهزم يومئذ مروان وضربه رجل ضربة قطعت حمائل سيفه، وضربه مروان فقطع يده.
ويقال إنه قاتله في صبيحة الليلة التي قتل فيها الضحاك وكان يرتجز: