للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هم ضربوا على فرع المنايا … ولم يفزعهم الجيش اللهام (١)

وكان عبد الله بن عمر وجّه أبا الرمح بن عمر، فأخبره الخبر. وقالت امرأة من الخوارج ترثي أخاها:

من لعين ريّا من الدمع عبرى … ولنفس من المصائب حرّى

أفسدت عيشنا صروف الليالي … ووقاع من الكتائب تمرى

كلما سكّنت حرارة وجد … من فقيد منا شجينا بأخرى

في أبيات. وقالت أيضا:

يا عين جودي بالدموع … وابكي بجهد المستطيع

يا موت ويحك ما تزال … مفرقا بين الجميع (٢)

أبكي وما يغني التلهّف … والبكاء عن الجزوع

وقال حبيب بن خدرة مولى بني هلال وقد صار بعد منهم.

أبكي الذين تبوأوا الغرف العلى … فجرت لهم من تحتها الأنهار

أبكي لنفسي لا لهم أبكيهم … لا صبر حيث تعارف الأبرار (٣)

في أبيات وقد قيل فيهم شعر كثير.


(١) ديوان شعر الخوارج ص ٢٣٦، وكفرتوثا قرية كبيرة من أعمال الجزيرة بين دارا ورأس عين.
(٢) ديوان شعر الخوارج ص ٢٢٥.
(٣) ديوان شعر الخوارج ص ٢٣٠.