عثمان، وهرب عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أمير القوم، ومضى بلج إلى المدينة، فدخلوا جميعا في طاعته وبايعوه، فكف عنهم ورجع أبو حمزة إلى مكة.
وخاصم بنو زريق آل الزبير في صاحبهم الذي قتله عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير فقال لهم آل الزبير: إن حمزة قد قتل في المعركة ففيم الكلام، ولم يبق بيت في المدينة إلا وفيه مصيبة، فكانوا يقولون: لعن الله السراقي ولعن بلجا العراقي فإنهما أهل شقاق، وضلال ونفاق. والسراقي أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرو، من آل سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاه بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب من بني عدي بن كعب، كان مع بلج بن عقبة، وكان السراقي على شرطة حمزة.
وقال ابن الكلبي: كان مع طالب الحق أبو بكر الأشل بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وإنما قيل السراقي لأن سراقة كان شريرا. قال النبي ﷺ فيه:«أشد الناس عذابا كل جعّار نعّار صخّاب في الأسواق مثل سراقة بن المعتمر»(١)، ويقال إن اسم السراقي أيوب بن محمد ويكنى أبا بكر، ويقال إنه أيوب بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر.
وقالت نائحة تبكيهم:
ما للزمان وماليه … أفنى قديد رجاليه
فلأبكينّ سريرة … ولأبكينّ علانية
(١) ترجم له ابن حجر بالاصابة وروي هذا الحديث عن البلاذري.