للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهرزور فقتل عثمان بن سفيان، وكان مروان بعثه مقدمة له، فلما بلغه خبر مقتله أقبل مروان فنزل رأس العين، ثم أتى الموصل فنزل على الزابي وحفر خندقا.

ووجه أبو سلمة الداعية إلى أبي عون عيينة بن موسى بن كعب مددا لأبي عون، وظهر أمير المؤمنين أبو العباس، فولّى عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس حرب مروان، فلما ورد على أبي عون تحوّل له عن سرادقه بما فيه وخلاه له.

وصيّر عبد الله بن علي على شرطه حبّاش بن حبيب الطائي صاحب الجوبة ببغداد، في ظهر ربض حميد بن قحطبة، فلما كان لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة سأل ابن علي عن مخاضة بالزابي فدلّ عليها، فوجه عيينة بن موسى بن كعب في خمسة آلاف فانتهى إلى عسكر مروان فقاتلهم، ورفعت النيران ثم تحاجزوا، ورجع عيينة إلى عسكر عبد الله بن علي، وخاض أصحابه تلك المخاضة.

وأصبح مروان فعقد جسرا وسرح عليه ابنه عبيد الله بن مروان فحفر خندقا أسفل من عسكر ابن علي، فبعث عبد الله بن علي المخارق بن عفّان في أربعة آلاف، فسرح اليه عبيد الله بن مروان الوليد بن معاوية فبيّت المخارق وانهزم أصحابه وأخذ أسيرا فبعث به إلى مروان مع رؤوس من قتل فقال مروان: أنت المخارق؟ قال: لا ولكني عبد من عبيد أهل العسكر - وكان المخارق نحيفا دميما - فقال له مروان: أفتعرف المخارق؟ قال:

نعم. قال: فانظر رأسه في هذه الرؤوس، فأومأ الى رأس منها فقال: هو هذا. فخلى سبيله.