مصعب بن عمير» فبلغه أن رسول الله ﷺ يدعو في دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى الإسلام، فدخل عليه فأسلم وصدقه وخرج فكتم إسلامه خوفا من أمه، فكان يختلف إلى النبي ﷺ سرا، فبصر به عثمان بن طلحة يصلي، فأخبر أمه وقومه بذلك، فخرجت أمه ناشرة شعرها وقالت: لا ألبس خمارا، ولا أستظل، ولا أدهن ولا آكل طعاما، ولا أشرب شرابا حتى تدع ما أنت عليه، وجاء أخوه فأخذه فحبسه فلم يزل محبوسا حتى تخلص، وخرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى والثانية، ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، وهو متغير الحال متقشف، فكفت أمه عنه من العذل.
قال الواقدي: وهو مصعب الخير بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمه خناس بنت مالك بن المضرب بن وهب بن عمرو بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، ويكنى أبا محمد.
وحدّثني محمد بن سعد ومظفر بن مرجا قالا: ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن أبي عبد العزيز الربذي عن أخيه عن عروة قال: أقبل مصعب بن عمير ذات يوم بالمدينة، وعليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب قد ردنه، ثم وصله إليها، فلما رآه أصحاب النبي ﷺ نكسوا رؤوسهم رحمة له، وليس عندهم ما يغيرون عنه، فسلم فرد عليه النبي ﷺ وأحسن عليه الثناء وقال:«الحمد لله لقد رأيت هذا وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه، ثم أخرجته عن ذلك الرغبة في الخير، وحبّ الله ورسوله».
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي - من بني عنز بن وائل-