للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما سمع غناء الجارية قال: أعيذك بالله إنه لينبغي أن يكتب على صدرك آية الكرسي، وبين كتفيك المعوذتين ثم خرج.

وقال هشام: ما تم دين لأحد حتى يتم عقله.

وقال هشام: الغنى يجعل الغربة وطنا، والفقر يجعل الوطن غربة.

وقال هشام، ورأى رجلا يبني دارا أسرف في النفقة عليها: عجبا لمن يبتني القصور وهو غدا في القبور.

وقال هشام بن عروة: وجدت خير الدنيا والآخرة في التقى والغنى، وشرهما الفجور والفقر.

ومات هشام بن عروة ببغداد في سنة ست وأربعين ومائة قبل موت أبي حنيفة بأربع سنين.

وأما المنذر بن الزبير بن العوام، ويكنى أبا عثمان فكان سيدا حليما وقتل مع عبد الله بن الزبير وله يقول ابن مفرغ.

لابن الزبير غداة يذمر منذرا … أولى بغاية كل يوم وقاع

ليس الكريم من يغادر أمه … وبناته بالمنزل العجّاع (١)

فمن ولده: محمد بن المنذر، أمّه ابنة سعيد بن عمرو بن نفيل العدوي، وعاصم بن المنذر لأم ولد، وكان ينزل البصرة، وعبيد الله بن المنذر أمّه ابنة نهشل بن حري التميمي، وابراهيم بن المنذر وغيره.

المدائني قال: سابّ محمد بن المنذر بن الزبير عبد الله بن عمرو بن عثمان، وهو المطرف، فقال له محمد: لقد عشت زمانا وأنا أظنك جارية أهمّ أن أخطبك إلى أبيك. قال: أنا عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال: عهدتك


(١) بهامش الأصل: الجعجاع، وهو ما جاء في ديوان ابن مفرغ ص ١٦٢ - ١٦٣.