ويقال بل جعلها في سبيل الله، وقال بعضهم: هي دار الندوة، وذلك أعظم الخطأ لأن دار الندوة كانت لبني عبد الدار فباعها عكرمة بن عامر بن هاشم العبدري من معاوية، فقيل له: بعت شرفك فقال: إنما الشرف اليوم الاسلام والكفاف.
وقال حكيم بن حزام: الجواد المبرز من لم يختر مواضع المعروف ولم يبال من أصاب به، وعمّر مائة وعشرين سنة، فكان يقول: طول العمر يذكر لك الناس.
وحضر حكيم أمر عثمان ودفنه والصلاة عليه، فقال: إنكم سخطتم من أمر عثمان ما سترضون من غيره بأعظم منه.
وقال حكيم: من بخل بمعروفه على صاحبه فإنما بخل بالأجر على نفسه.
وحدثني عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة أنبأ هشام بن عروة عن عروة عن حكيم بن حزام أن رسول الله ﷺ قال:«خير الصّدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وليبدأ أحدكم بمن يعول، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله». قال عبد الواحد: ثم قال أبو أسامة حماد: قال هشام: وكان حكيم يحتاج إلى الشيء فلا يسأله أحدا، ويقول: لو انقطع شسع نعلي ما طلبت من أحد شسعا.
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن المنذر بن عبد الله عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: تزوج رسول الله ﷺ عمّتي خديجة وهي ابنة أربعين سنة، وكانت أسن مني بسنتين، وولدت أنا قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وشهدت الفجار وأنا