أنه كان صديقا لرسول الله ﷺ يكثر غشيانه في منزله ومحادثته، ويعرف أخباره، فلما دعي رسول الله ﷺ إلى النبوّة أتى معه ورقة بن نوفل، وسمع قوله فيه، فكان متوقعا لما اختصه الله به من كرامته، وقد كان شارك حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي في بضاعة، وأراد السفر معه، فإنه ذات يوم لمع حكيم إذ أتى حكيما آت فقال له: إن عمتك خديجة بنت خويلد تزعم أن زوجها نبي مثل موسى، وقد هجرت الآلهة، فانسلّ أبو بكر انسلالا حتى أتى رسول الله ﷺ فسأله عن خبره فقصّ عليه قصّته فقال: صدقت بأبي أنت وأمي وأهل للصدق أنت: أنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنك رسول الله، ثم أتى حكيما فقال له: يا أبا خالد، ردّ علي مالي فقد وجدت عند محمد بن عبد الله أربح من تجارتك، فأخذ ماله، ولازم رسول الله ﷺ.
قال هشام بن محمد: فيقال إن النبي ﷺ سماه يومئذ الصديق، ويقال بل سماه الصديق حين أسرى برسول الله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس، فجعل يخبره بما رأى وهو يقول: صدقت، صدقت يا رسول الله.
وحدثني وهب بن بقية الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أنبا أبو معشر عن أبي وهب عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال لجبريل ليلة أسري به:
«إن قومي لا يصدقوني، فقال جبريل: يصدقك أبو بكر وهو الصديق.
حدثني الحسين بن الأسود العجلي، حدثني يحيى بن آدم، ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد الأيلي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أن