للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: ما هذه؟ أنا أكفيك حملها. فقال: لتدعني، لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي.

حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا سليمان بن المغيرة، أنبأنا حميد بن هلال قال: لما وليّ أبو بكر، قال أصحاب رسول الله : افرضوا لخليفة رسول الله ما يغنيه، قالوا: نعم، برداه إذا أخلقا، وضعهما وأخذ مثلهما، وظهره إذا سافر، ونفقته على أهله، كما كان ينفق قبل أن يستخلف. قال أبو بكر: رضيت.

حدثنا عبد الله بن صالح المقرئ، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال: إن أبا بكر راح حين استخلف إلى السوق، وقد حمل أثوابا له، وقال: لا تغروني من عيالي.

حدثنا خلف بن هشام البزار، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: لما استخلف أبو بكر، جعل له ألف وخمسمائة، فقال: زيدوني فإن لي عيالا، وقد شغلتموني عن التجارة، فزادوه خمسمائة.

حدثني الوليد بن صالح، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن صالح عن عيسى بن طلحة، قال: قيل لابن عباس: أخبرنا عن أبي بكر، فقال:

كان والله خيرا كله على حدّة كانت فيه وشدة غضب. قيل فعمر؟ قال:

كان كأنه طائر قد نصبت له أحبولة، فهو يعطي كل يوم بما فيه، على عنف من السياق. قيل فعثمان؟ قال: كان هينا لينا، صوّاما وقوّاما، يخدعه نومه على يقظته. قيل فصاحبكم؟ قال: كان مزكونا (١) حلما وعلما، وغره


(١) زكنه: علمه وفهمه وتفرسه. القاموس.