للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال ابن أبي عتيق: أنا والله كنت أصلحه بكف من طين ولا يكون في رجلي ما في رجلك.

وحدثني الحرمازي قال: بعثت عائشة إلى ابن أبي عتيق تسأله أن يعيرها بغلة له لترسل عليها رسولا في حاجة لها، فقال لرسولها: قل لها والله ما غسلنا رؤوسنا من عار يوم الجمل أفمن رأيك أن تأتينا بيوم البغلة؟ المدائني عن ابن جعدبة قال: سأل ابن أبي عتيق غلامه عن مرآة له فقال: جلوتها بدرهمين فقال: والله لو صديت عين الشمس ما ساوى جلاؤها درهمين.

وكانت عائشة بنت طلحة سيئة الخلق، فاعتزلت عمر بن عبيد الله بن معمر غضبى عليه وجلست في غرفة لها، ورفعت السلم، فقال عمر:

ترضّها لي ولك عشرة آلاف درهم، فوقف أسفل الغرفة ثم قال: يا بنت عم. إنّ هذا الرجل قد جعل لي عشرة آلاف درهم إذا أنت رضيت، فأظهري الرضا عنه وضعي السلم، ثم عودي إلى ما عوده الله من سوء خلقك.

قال: وسمع ابن أبي عتيق عمر بن أبي ربيعة ينشد:

من رسولي إلى الثريا بأني … ضقت ذرعا بهجرها والكتاب

(١) فقال: أنا الرسول ومضى إلى مكة، ويقال إلى الطائف فأنشدها البيت، ثم عدل راحلته منصرفا، فسئل أن يقيم فقال: إن مقامي بعد قضاء حاجتي جهل وفراغ. وانصرف.


(١) ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٤٣٠.