أنّ أول من ألحق قضاعة بحمير، عمرو بن مرّة الجهني، وكانت له صحبة.
وروي عن هشام بن عروة، عن عائشة، قالت:
قلت: يا رسول الله، قضاعة ابن من؟ قال: ابن معدّ.
وحدثني محمد بن حبيب مولى بني هاشم، قال: أنشدني أبو عمرو الشيباني لشاعر قديم:
قضاعة كان تنسب من معدّ … فلجّ بها السفاهة والضرار
فإن تعدل قضاعة عن معدّ … تكن تبعا وللتبع الصّغار
وزنّيتم عجوزكم وكانت … حصانا لا يشمّ لها خمار
وكانت لو تناولها يمان … للاقى مثل ما لاقى يسار
وأكره أن يكون شعار قومي … لذي يمن إذا ذعرت نذار
قال: وكان «يسار» هذا عبدا لإياد، فتعرض لابنة مولاه فزجرته.
فأتى صاحبا له فاستشاره في أمرها. فقال له: ويلك يا يسار كل من لحم الحوار، واشرب من لبن العشار، وإياك وبنات الأحرار. فقال: كلا، إنها تبسمت في وجهي. فعاودها، فقالت له: ائتني الليلة. فلما أتاها، قالت: ادن مني أشمّك طيبا. فلما دنا، جدعت أنفه بسكّين كانت قد أعدّته، وأحدّته؛ وكانت قد دفعت إلى وليدتين لها سكينتين، وقالت لهما:
إذا أهويت لأجدع أنفه، فلتصلّم كل واحدة منكما أذنه التي تليها، ففعلتا ذلك، فلما أتى صاحبه الذي استشاره، قال له: والله ما أدري أمقبل أنت أم مدبر. فقال يسار - ويقال هو يسار الكواعب-: هبك لا ترى الأنف والأذنين؛ أما ترى وبيص العينين؟ فذهبت مثلا.