للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: وكان حضير الكتائب استزار عدّة من بني عمرو بن عوف - فيهم سويد بن الصامت، وخوّات بن جبير، وأبو لبابة بن عبد المنذر - في الجاهلية، فزاروه وأقاموا عنده ثلاثة أيام ثم انصرفوا. وكان سويد بن الصامت ثملا من الخمر، فجلس ليبول، فدلّ المجذر عليه. وكان الشرّ بين الأوس والخزرج مستعرا. فقال له المجذر: لقد أمكن الله منك. قال:

وما تريد بي؟ قال: أريد قتلك. قال: فارفع سيفك إلى ما دون الدماغ، وإذا رجعت إلى أمك فقل: إني قتلت سويد بن الصامت، وكان قتل سويد الذي هاج وقعة بعاث. فلما قدم رسول الله المدينة، أسلم الحارث بن سويد بن الصامت، ومجذّر بن ذياد، فشهدا بدرا. فجعل الحارث يطلب مجذّرا ليقتله بأبيه، فلم يقدر عليه. فلما كان يوم أحد، وجال المسلمون تلك الجولة، أتاه الحارث من خلفه، فضرب عنقه. وقال غير الواقدي:

كان الذي فعل ذلك الجلاس بن سويد. فلما رجع رسول الله إلى المدينة، ثم خرج إلى حمراء الأسد، ورجع من حمراء الأسد، أتاه جبريل فأخبره بما كان من قتل ابن سويد مجذّرا غيلة. فركب رسول الله إلى قباء من اليوم الذي أخبره فيه جبريل بذلك. وكان يوما حارّا. فجلس رسول الله يتصفح الناس وقد اجتمعوا للسلام عليه. فكان لا يأتي قباء إلا في يوم السبت والاثنين، فجعلوا ينكرون مجيئه في غير هذين اليومين.

فلم يبق منهم أحد إلا حضر. وطلع ابن سويد في ملحفة مورّسة. فلما رآه النبي ، دعا عويم بن ساعدة فقال: قدّمه إلى باب المسجد فاضرب عنقه بمجذّر بن ذياد، فإنه قتله يوم أحد غيلة. فقدّمه عويم إلى باب المسجد، فقال له ابن سويد: دعني أكلم رسول الله ، فأبى ذلك عويم. فجاذبه حتى دنا من رسول الله وهو يريد ركوب حماره، فجعل