أبنيّ لا تظلم بمكة لا الصغير ولا الكبير … واحفظ مكارمها ولا تعلقك أسباب الغرور
أبنيّ من يظلم بمكة يلق أطراف الشرور … الله أمّن طيرها والوحش يعقل في ثبير
وكسا البنيّة تبّع إذ جاءها حلل الحبير
وقالت أيضا:
ألا ليت شعري عن مقيس وأهله … أأفلت منهم في المحلة واحد
أم النار لم تخطئ من القوم واحدا … فكلهم في هوة القبر خالد
قالوا: وكان أمية بن عبد شمس بن عبد مناف رجلا جميلا، وكان طريقه على منزل وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وكانت لوهب قينتان فكره وهب ممره على رحله فنهاه عن ذلك فأبى فضربه وهب بالسيف على اليته فقال:
مهلا أمّي فإن البغي منقصة … لا يكسبنك يوما شره ذكر
فنفرت لذلك بنو عبد مناف بن قصي، والمطلب بن عبد مناف يومئذ حي، فغضب لابن أخيه، فأجمعوا على إخراج بني زهرة من مكة، فعزم بنو زهرة على الرحلة، فبينا هم على ذلك إذ صاح صائح من دار عدي بن قيس وكان سيدا عزيزا: ألا إن الركب مقيم أصبح ليل. فقالت بنو عبد مناف:
من الصارخ؟ قيل: عدي بن قيس بن عدي، وكان في سهم ثروة وعدد ومنعة فاجتمع بنو عبد مناف إلى المطلب بن عبد مناف بأسفل مكة وتجمعت بنو سهم وبنو زهرة، فعرف بنو زهرة أنهم ممنوعون، وكان أمية حليما، فلما رأى ذلك أتى عمه المطلب فقال: يا عماه قد وهبت الضربة لبني عمي