للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوف الليل في مسجد رسول الله عام الرمادة وهو يقول: اللهم لا تهلكنا بالسنين، وارفع عنا البلاء، يرّدد هذا الكلمة.

ابن سعد عن الواقدي، حدثني يزيد بن فراس الديلي عن السائب بن يزيد قال: رأيت على عمر بن الخطاب في زمن الرمادة إزارا فيه ست عشرة رقعة، وهو يقول: اللهم لا تجعل هلكة أمة محمد على رجلي.

محمد بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن يزيد قال: حدثني من حضر عمر بن الخطاب عام الرمادة وهو يقول: أيها الناس ادعوا الله أن يذهب عنكم المحل، وهو يطوف، وعلى عنقه درة، قال: وقال عبد الله بن يزيد: قال عبد الله بن ساعدة: رأيت عمر إذا صلى المغرب نادى أيها الناس ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً﴾ (١) وتوبوا إليه واستغفروه واستسقوه سقيا رحمة لا سقيا عذاب، فلم يزل كذلك حتى فرّج الله.

محمد عن الواقدي عن الثوري عن مطرف عن الشعبي أن عمر رضي الله تعالى عنه خرج يستسقي فقام على المنبر فقرأ هؤلاء الآيات: ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً﴾ (٢) يقول استغفروا ربكم وتوبوا إليه، ثم نزل فقيل له: ما يمنعك من أن تستسقي فقال: طلبت المطر بمجاديح (٣) السماء التي ينزل بها المطر.

محمد عن الواقدي عن عبد الله بن عمر بن حفص عن أبي وجزة السعدي عن أبيه قال: رأيت عمر خرج بنا إلى المصلّى يستسقي فكان أكثر


(١) سورة نوح - الاية:١٠.
(٢) سورة نوح - الآيتان:١٠ - ١١.
(٣) مجاديح السماء: أنواء السماء. اللسان.