رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيّع ولا مفرط، قال سعيد: فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل.
حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الأزدي ثم الزهراني، ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين، فقلت: يسوق الله لي الشهادة ويقتلني رجل أعجمي.
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه معاذ بن معاذ، ثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر خطب الناس في يوم جمعة فذكر النبي ﷺ وأبا بكر فقال: رأيت كأن ديكا نقرني ولا أراه إلا حضور أجلي، وإن قوما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيّع دينه وخلافته، والذي بعث به نبيه فإن عجّل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الرهط الستة الذين توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض، وقد علمت أنه سيطعن في هذا الأمر أقوام بعدي أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الضالون، ثم إني لم أدع شيئا هو أهمّ إليّ من الكلالة (١)، وما راجعت رسول الله ﷺ في شيء مراجعتي إياه فيها، وما أغلظ لي مذ صحبته ما أغلظ لي في أمرها حتى طعن بإصبعه في بطني فقال: يا عمر، يكفيك الآية التي آخر النساء وإن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على
(١) الكلالة: من لا ولد له ولا والد، وما لم يكن من النسب لحّا، أو من تكلل نسبه بنسبك كابن العم وشبهه، أو هي الأخوة للأم، أو بنو العم الأباعد، أو ما خلا الوالد والولد، أو هي من العصبة من ورث معه الأخوة للأم. القاموس.