للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عباس: فلم أزل عند عمر ولم يزل في غشية واحدة حتى أسفر الصبح، ثم أفاق فنظر إلى وجوهنا ثم قال: أصلى الناس؟ قلت: نعم. قال:

لا إسلام لمن ترك الصلاة، ثم دعا بوضوء فتوضأ ثم قال: اخرج يا عبد الله فسل من قتلني، قال: فخرجت حتى فتحت باب الدار فإذا الناس مجتمعون جاهلون بخبر عمر، فقلت من طعن أمير المؤمنين؟ قالوا: طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ثم طعن معه رهطا، ثم قتل نفسه، فأخبرت عمر فقال: الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجّني عند الله بسجدة سجدها له قط، ما كانت العرب لتقتلني. قال سالم: فسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال عمر: أرسلوا إلى الطبيب ينظر في جرحي هذا فأرسلوا إلى طبيب من العرب فسقاه نبيذا فشبه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة، قال فدعوت طبيبا آخر من الأنصار فسقاه لبنا فخرج من الطعنة أبيض، فقال الطبيب: يا أمير المؤمنين إعهد، فقال عمر: صدقني أخو بني معاوية، ولو قلت غير ذلك كذبتك. قال: فبكى عليه القوم حين سمعوا قوله، فقال:

لا تبكوا علينا ألم تسمعوا قول رسول الله :: «يعذّب الميت ببكاء أهله عليه»، فبلغ عائشة رضي الله تعالى عنها قوله فقال: «إنما مر رسول الله على نوّح يبكين على هالك، فقال إن هؤلاء يبكون وصاحبهم يعذب وكأن قد اجترم ذلك».

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن هشام بن عمار عن أبي الحويرث قال: لما قدم المغيرة بن شعبة المدينة ضرب على غلامه أبي لؤلؤة مائة وعشرين درهما، في كل شهر، أربعة دراهم في اليوم، وكان خبيثا إذا نظر إلى السبي الصغار مسح رؤوسهم وبكى وقال: إن العرب أكلت كبدي،