يكتم إسلامه، وكان أبوه يقوت فقراء بني عدي، فلقيه الوليد بن المغيرة المخزومي فقال: يا بن عبد الله. هدمت ما كان أبوك يبني وقطعت ما وصله حين تابعت محمدا. قال نعيم: قد بايعته فلا تقل هذا يا أبا عبد شمس، فإني إنما رفعت بنيان أبي وشرفته. قال: فلما أراد نعيم الهجرة إلى المدينة تعلق به قومه، وقالوا: دن بأي دين شئت، فأقام بمكة لا يقربه أحد، ثم قدم المدينة مهاجرا في سنة ست ومعه أربعون من أهله، فلما نزل أتاه النبي ﷺ مسلما فاعتنقه وقبله وقال:«يا نعيم، قومك كانوا خيرا لك من قومي»، قال: فأصابت من معه الحمى وسلسلت بطونهم، فتوضأ النبي ﷺ فشربوا من الماء الذي توضأ به، فأفاق المحموم واعتقل بطن المبطون (١).
وقال الكلبي: استشهد نعيم النحام يوم مؤتة، وقال أبو اليقظان: هاجر نعيم إلى أرض الحبشة، ولا عقب له، والثبت أنه لم يهاجر إلى الحبشة قط.
وقال الواقدي وغيره: كانت تحت أسامة بن زيد امرأة من طيّئ تزوجها حين بلغ وهو ابن اربع عشرة سنة يقال لها زينب بنت حنظلة، فطلقها أسامة، فزوجها رسول الله ﷺ نعيما، فولدت له: ابراهيم بن نعيم بن عبد الله، فتزوج ابراهيم بن نعيم: أم عثمان بنت عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ثم توفيت، فتزوج رقية بنت عمر بن الخطاب فتوفيت عنده، فانصرف به عاصم بن عمر من البقيع إلى منزله، فأخرج إليه ابنتيه: أم عاصم، وحفصة وقال: إختر. وكانت حفصة أدناهما، فنظر إلى جمال أم عاصم فقال: سيصيب بها عاصم لهوة من مال فتركها، وقال: زوجني حفصة