وقال أبو اليقظان: ظن ابن الزبير أن الضحاك قد خلعه، فقال فيه هذا القول.
حدثني شجاع بن مخلد الفلاس، ثنا جرير الضبي عن عبد العزيز بن رفيع عن معبد بن عبد الله الجهني قال: بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد الله البجلي بعشرة آلاف درهم، فدفعتها إليه وقلت: أمرني الضحاك أن أسألك عن الذي كان الحبر أخبرك به باليمن، فقال: نعم بعثني رسول الله ﷺ، ولو كنت أؤمن بأنه يموت ما فارقته، فآتي حبر، فقال لي: اليوم مات محمد، فلو كان معي سلاح لضربته به. فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاءني كتاب أبي بكر بوفاة النبي ﷺ، وأن الناس قد بايعوا له، وأمرني أن آخذ بيعة من قبلي، فأرسلت إلى الحبر فقلت له: من أين علمت ما أعلمتني؟ فقال: إنه نبيّ نجد في الكتاب أنه يموت في يوم كذا، قلت فما يكون بعده؟ قال: تستدير رحاكم إلى خمس وثلاثين سنة.
حدثني هدبة ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن يزيد بن شريك أن الضحاك بعث معه بكسوة إلى مروان ثم حاربه.
المدائني عن غسان بن عبد الحميد أن الضحاك بن قيس قدم المدينة فصلى بين القبر والمنبر، فرآه رجل من التجار يكنى أبا الحسين وعليه برد مرتفع من كسوة معاوية، فقال له وهو لا يعرفه: يا أعرابي أتبيع بردك؟ فواقفه من ثمنة على ثلاثمائة دينار، وقال: انطلق حتى أدفعه إليك فأتى منزل حويطب بن عبد العزى فقال: يا جارية، هلمي بعض أردية أخي، فأخرجت إليه بردا فارتدى به، ثم قال للرجل: أراك قد أغريت ببردي وأعجبت به، وقبيح بالرجل أن يبيع رداءه فخذه فهو لك فأخذه الرجل