المدائني وغيره أن أبا الأسود كان يقول: لو أطعنا السّؤّال كنا أسوأ حالا منهم.
قالوا: ومر به سائل ليلا وهو يقول: من يعشيني لوجه الله، وطلب ما عنده، فأدخله منزله فعشاه وأخرجه، فعاد لمثل قوله الأول فرده وحبسه في منزله ليلته، قال: والله لأكفنّ عن أمة محمد شرّك ليلتهم فلما أصبح خلاّه.
المدائني قال: كان أبو الأسود عظيم السرّة، فقال له رجل: يا أبا الأسود أشتهي أن أضع أيري في سرتك، فقال له: يا أحمق فأين يكون أيري حينئذ.
المدائني قال: كسا المنذر بن الجارود، ويقال عبيد الله بن زياد أبا الأسود فقال:
كساني ولم استكسه فحمدته … أخ لي يعطيني الجزيل وناصر
وإن أحق الناس إن كنت حامدا … بحمدك من أعطاك والعرض وافر (١)
وقال ابن زياد لأبي الأسود، ورأى عليه جبة خلقاء قد أطال لبسها أما تملّ لبس هذه الجبة يا أبا الأسود؟ فقال: ربّ مملوك لا يستطاع فراقه وساوم أبو الأسود رجلا بثوب فقال: أنا أقاربك فيه، فقال أبو الأسود: إنك إن لم تقاربني باعدتك، قال: فإني قد أعطيت به كذا وكذا فذكر ثمنا مفرطا، فقال: اللهم اخز هؤلاء التجار فما يزالون يحدثون عن خبر قد فاتهم.
وحدثني عبد الله بن صالح وغيره أن أبا الأسود كان يقول: إذا دخلت