للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غضب الأمير لأن صدقت وربما … غضب الأمير على البريء المسلم

الله يعلم أن حبي صادق … لبني النبي وللقتيل المحرم (١)

يا أبا المغيرة رب يوم لم يكن … أهل البراءة عندكم كالمجرم (٢)

وقال ابن الكلبي: كان أبو الأسود يمر على رجل فيؤذيه ويتعبث به فقال:

وأهوج ملحاح تصاممت قيله … ان اسمعه وما بسمعي من باس

ولو شئت ما أعرضت حتى أصبته … بموضحة شنعاء تغني على الآسي (٣)

قالوا وخاصمت امرأة أبي الأسود الديلي أبا الأسود إلى زياد في ولدها وكان أبو الأسود قد طلقها فقالت: أنا أحق بولدي، قال أبو الأسود: بل أنا أحق به حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه، قالت: صدق أصلح الله الأمير، حمله خفا وحملته ثقلا. ووضعه شهوة ووضعته كرها.

فقال زياد: قد خصمتك يا أبا الأسود وهي أحق به ما لم تتزوج.

قال أبو الحسن المدائني وغيره: خرج أبو الأسود مع أصحاب له يتصيدون فوقف أعرابي على أبي الأسود وهو جالس في خباء قد ضرب لهم فقال الأعرابي: السلام عليكم، قال أبو الأسود: كلمة مقولة. فقال الأعرابي: أدخل الخباء؟ فقال أبو الأسود: وراءك أوسع لك. قال الأعرابي: إن الرمضاء قد أحرقت رجلي قال: بل عليها. قال: عندك شيء تطعمنيه؟ قال: نأكل ونطعم من معنا فإن فضل شيء كنت أحق به من


(١) بهامش الأصل: أراد بالمحرم الذي لم يحل دمه.
(٢) لم ترد هذه الأبيات بديوانه المطبوع.
(٣) ديوان أبي الأسود ص ٢٠٤ - ٢٠٦ مع فوارق.