للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كأنك من جمال بني أقيش … يقعقع خلف رجليه بشنّ

(١) وقد كتب النبي لبني أقيش كتابا في أمر ركيّة لهم بالبادية وهو في أيديهم.

وسالم بن عبد.

منهم النمر بن تولب (٢) بن أقيش الشاعر، وكان سخيا كريما يقري الأضياف، وكان جاهليا ثم أدرك الإسلام، فأسلم واسلم ابنه ربيعة، وهاجر الى الكوفة وطمع في أن يهاجر أبوه فقال:

ألا إن أشقى الناس إن كنت سائلا … أخو إبل يمسي ويصبح راعيا

يمارس قعسا (٣) … ما ييسّرن للكرى

بليل ولا يصبحن إلا غواديا

وليس بآتيه طعام يحبّه … ولو بلغ المحض الحليب التراقيا

فقال النمر مجيبا

أعذني ربّ من حصر وعيّ … ومن شج أعالجه علاجا

ومن حاجات نفسي فاعصمنّي … فان لمضمرات النفس حاجا

وأنت نحلتنا كرما تلادا … نرجّي النّسل منها والنتاجا

فلست بحازم الأضياف منها … وجاعل دونهم بابي رتاجا

أتأمرني ربيعة كل يوم … لأهلكها واقتني الدجاجا

(٤) وخرف النمر بن تولب فجعل يقول: أصبحوا الراكب، أصبحوا


(١) ديوان النابغة الذبياني ص ١٢٣.
(٢) بهامش الأصل: النمر بن تولب الشاعر.
(٣) القعس من الإبل: المائل الرأس والعنق والظهر، ومن الليالي: الطويلة. القاموس.
(٤) أورد صاحب الأغاني ثلاثة أبيات هي الأولى مع فوارق. الأغاني ج ٢٢ ص ٢٨٤.