للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطائيّان: بهدل، ومروان، فقتله السمهري وبهدل، فطلب عقيل بن جعدة بدمه، وبذل في السمهري وفي صاحبيه مالا رغيبا، فأخذ بهدل فحبس في المدينة ثم قتل، وشدّ رجلان من فقعس على السمهريّ ليأخذاه رغبة في الجعل فمارسهما، وجاءت امرأة من قومهما فأعانتهما عليه واستجعلت منهما الشركة فيما يعطيان، فأنشأ السمهري العكلي يقول:

أشكو التي قالت بصحراء منعج … لي الشرك يا بني فائد بن حبيب

(١) فرفعاه إلى عامل المدينة فقتل وصلب، وقال ابن دارة (٢) يحضّ بني عكل:

يا راكبا إمّا عرضت فبلّغن … مغلغلة عني القبائل من عكل

فكيف تنام الليل عكل ولم يكن … لها قود في السمهريّ ولا عقل

إذا هتفت يوما بواد حمامة … نعت سمهريا للفوارس والرّجل

فبيعوا الردينيات بالحلي واقعدوا … على الذل وابتاعوا المغازل بالنبل

وكنا حسبنا فقعسا قبل هذه … أدلّ على وطء الهوان من النعل

جلت حمما عنها القصاف وما جلت … أقيش وفي الشدّات والسيف ما يجلو

(٣) القصاف من بني طمبّة من تميم كان لهم ثأر قبل بكر بن وائل فأدركوه، وقال بهدل الطائي:

ولما دعاني السمهريّ أجبته … بأبيض من ماء الحديد صقيل

ولم آل ما اشتدت على السيف قبضتي … لأسلم حيّا للحياة زميلي


(١) تفاصيل أخبار السمهري في الأغاني ج ٢١ ص ٢٣٣ - ٢٤٦.
(٢) هو عبد الرحمن بن مسافع بن داره، وقيل بل هو عبد الرحمن بن ربعي بن مسافع بن داره. انظر ترجمته وأخباره في الأغاني ج ٢١ ص ٢٣٠ - ٢٤٨.
(٣) الأغاني ج ٢١ ص ٢٣١ - ٢٣٣ مع فوارق.