للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معقل، وقد فقأ مالك عين فحلها فسرّ بها واطردها، فاستغاث مالك ببني ضبة فركبوا فلحقوا بسطاما وقد حوى الإبل وكلما اعتاصت عليه ناقة عقرها، فحاربوه ثم إن عاصم بن خليفة بن معقل رمى بنفسه على بسطام، وأخذ الرمح بيديه جميعا فطعنه طعنة لم يخطئ صماليخ (١) إحدى أذنيه، وأنفذ رمحه إلى الناحية الأخرى فخرّ ميتا. وكان عبد الله بن عنمة الضبي مجاورا في شيبان، ويقال إنه كان معهم في الوقعة فخاف أن يقتلوه فقال:

أحقّا آل مرّة لن تروه … تخبّ به مواشكة ذمول

(٢) فإن يجزع عليه بنو أبيه … فقد رزئوا ونابهم جليل

بمطعام إذا الأشوال راحت … إلى الحجرات ليس لها فصيل

يقسّم نهبه فينا وندعو … أبا الصهباء إذ جنح الأصيل

لك المرباع فينا والصفايا … وحكمك والنشيطة والفضول

الصفيّ: ما اصطفاه الرئيس، والنشيطة: ما انتشطه وأخذه سوى الصفيّ، ويروى النشيطة وهو ما كان في الغنيمة وحده مما لا يقسم مثل الجارية والفرس.

وقد قتلت بنو زيد قتيلا … وما يوفى ببسطام قتيل

وأدرك عاصم الاسلام وله بالكوفة خطة وعقب.

ومنهم: الأضجم بن خنّاس بن عبيد بن سيف بن عبد الحارث بن طريف بن زيد بن عامر، كان سيدا.


(١) الصملاخ: داخل خرق الأذن. القاموس.
(٢) المواشكة: السريعة، والذمول: التي تسير الذميل، وهو سير سريع من سير الإبل. شرح حماسة أبي تمام ج ١ ص ٥٥٣ - ٥٥٥.