زباب فضرب أبا البدال بشير بن صبيح وقال:
قلت له تعسا أبا البدال … تعلّمن والله ما أبالي
ألاّ تؤوب آخر الليالي
فلم يزالوا حتى دفع إليهم زباب فأوثقوه حتى مات، فلما قتل زباب قدم الفرزدق، فقال الأشهب بن رميلة:
لقد أخزاك في بدوات سعد … وفي قيس فرارك من زباب
وخرج الأشهب إلى مروان بن الحكم فشكا قتل أخيه فقال: قتل بلا ثبت ولا حقّ، فوهب له خمسين بعيرا فقال الفرزدق:
ارفق بنفسك يا محرر مالك … واذكر مقام أخيك يوم الأول
مروان يعلم إذ يسن دياتكم … خمسين أن دياتكم لم تكمل (١)
وكان الأشهب شاعر تميم حتى علاه الفرزدق.
وكان ولد الفرزدق: لبطة، وسبطة. وخبطة. وركضة. وزمعة.
وكان زمعة شاعرا وهو القائل:
إني أنا ابن غالب بن صعصعة … آوي إلى رواسخ ممنعة
وكان الفرزدق يقول: سميت باسم همام بن صعصعة. وهمام الذي يقول أو ابنه إهاب بن همام:
لعمرو أبيك فلا تكذبي … لقد ذهب الخير إلا قليلا
لئن فتن الناس في دينهم … وخلّى ابن عفان شرا طويلا
وقال ابن الكلبي: هو لإهاب بن همام أو لابن الغريزة النهشلي.
قالوا: وخرج ركب من بني نهشل ومن بني مرة بن فقيم وأم فقيم
(١) ليسا في ديوان الفرزدق المطبوع.