للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالذي لما ﴿رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ (١) فقال الفرزدق: وما أنت بالذي قالت الفتاة لأبيها: ﴿يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ (٢).

المدائني عن أبي بكر الهذلي قال: أتى الفرزدق الحسن البصري فقال له: يا أبا سعيد إني قد هجوت إبليس. فقال الحسن: عن لسانه تنطق.

المدائني أن الفرزدق دخل على الهيثم بن الأسود وعنده حمزة بن بيض الحنفي فقال: يا أبا فراس أيّما أحب إليك أن تسبق الخير أم يسبقك؟ فقال الفرزدق: إن سبقته فتّه وإن سبقني فاتني، ولكني أحب أن نكون معا لا أسبقه ولا يسبقني، أفاسألك يا بن بيض؟ قال: سل. قال: أيما أحب إليك أن تنصرف إلى منزلك فتجد امرأتك قابضة على أير رجل، أو تجد رجلا قابضا على حرها فتشور ابن بيض وخزي.

وقال الفرزدق: ما أعياني جواب كما أعياني جواب دهقان من أهل نهر تيرى لقيني فقال: أنت يرزدق الشاعر؟ قلت: أنا الفرزدق ويلك. قال:

إن هجوتني أتخرب ضيعتي؟ قلت: لا. قال: أفتموت ابنتي عيشونة؟ قلت: لا. قال: أفتموت حمارتي؟ قلت لا. قال: فمن رجلي إلى عنقي في حر أمك. قال: قلت ويلك فلم تركت رأسك؟ قال: لأنظر ما تصنع.

وقال أبو عبيدة: أتى الفرزدق عبد الله بن الأهتم يسأله علفا لبغلته فقال له: يا فرزدق لو كنت قتبا لكنت ملحاحا عقرة. قال: ولم؟ قال:


(١) سورة يوسف - الآية:٣١.
(٢) سورة القصص - الآية:٢٦.