للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالت:

نعاه لنا العكلي لا درّ درّه … فيا ليته كانت به النعل زلّت

فلن تسمعي صوت البعيث مماريا … إذا ما خصومات الرجال تعلّت

ومن بني قرط: الهثهاث، وسمي الهثهاث لأنه كان يهثهث في إبله وكانت كبيرة، واسم الهثهاث الحارث.

فولد الهثهاث: دلم وله يقول أبوه في سنة هلكت فيها الماشية:

إنهز دلم، هلك أصحاب الصّرم إنهز: أي استق بالدلو.

وكان الفرزدق تزوج ظبية (١) بنت دلم بن الهثهاث فعجز عنها لكبره فأنشأ يقول:

لعمرك إنّ ربي أتاني بظبية … سريعا فإنّ الله بي لرحيم

بممكورة الساقين مهضومة الحشا … إلى الزاد في الظلماء غير قروم (٢)

وقال حين دخل عليها:

يا لهف نفسي على نعظ فجعت به … حين التقى الركب المحلوق والركب

وخوصم في أمرها إلى المهاجر بن عبد الله الكلابي، فلم يحكم على الفرزدق خوفا من لسانه وأقرها عنده.

وكان علي بن الهثهاث وأمه ابنة البعيث خطب امرأة من بني مجاشع وخطبها غيره فتزوجها، فقال الفرزدق:

دافع عنها عصقل وابن عصقل … بأعناق صهب زحزحت كل خاطب


(١) روى البلاذري من قبل أن اسمها طيبة انظر في ص ٩٢ - ٩٣ من هذا الجزء.
(٢) ليسا في ديوان الفرزدق المطبوع.