بعد الفتح» فاستشفع بالعباس فقال النبي ﷺ:«أطيع عمي ولا هجرة بعد الفتح». والثبت أن الرجل عبد الرحمن بن صفوان، أتى بأبيه واستشفع بالعباس، فلما توفي النبي ﷺ ولّى أبو بكر يعلى اليمن، فوليها زمنا، وتزوج ابنة الزبير بن العوام. وكان يعلى عظيم المنزلة من عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، وكان يستشيره، وزيد بن ثابت ﵄، فقال الشاعر:
إذا ما دعا يعلى وزيد بن ثابت … لأمر ينوب الناس منه خطوب
أشار نظيراه بخير فأصبحوا … على حكمة يدعى بها فيجيب
وذكروا أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه مر بباب عثمان يوما، فإذا بغلة ليعلى بن منية واقفة كبداء (١) عظيمة، فقال: لمن هذه؟ قيل:
ليعلى. فقال علي ليعلى: لعمري لقد أصاب المال في زمن عثمان.
قال ابن سعد: وكان يعلى يفتي بمكة، وروى عن عمر ﵁.
وقال أبو اليقظان حدثني عبد الله بن المبارك أن يعلى قدم المدينة فأتاه أبو سفيان بن حرب في أيام عثمان، فأمر له بعشرة آلاف درهم، فأتى هندا فقال: دونك هذا المال وأريني قفاك، فقالت: قفاي خير من قفاك، قفاك أسود وقفاي أبيض، وكان أبو سفيان أسود شديد السواد، ويعلى الذي أعطى عائشة رضي الله تعالى جملها عسكرا، وكان علي يقول: منيت بأطوع الناس، يعني عائشة، وبأيسر الناس يعني يعلى بن منية، وبأسخى الناس يعني طلحة، وبأشجع الناس، يعني الزبير. وقد ذكرنا ذلك في خبر الجمل.