للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قل لحفيف القصبات الجوفان … جيئوا بمثل قعنب والعلهان

والرّدف عتّاب غداة السوبان … أو كأبي حزرة سم الفرسان

وما ابن حنّاءة بالوغل الوان … ولا ضعيف في لقاء الأقران (١)

يوم تسدى الحكم بن مروان

والعلهان عبد الله بن الحارث بن عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع، وكان انطلق وأخوه علقمة في بغاء إبل فأخذهما الغبريون من ربيعة فقتلوا علقمة، ثم أطلقوا عبد الله بعد حين، وقبل إطلاقه ما بلغ بني ثعلبة بن يربوع أنهم قد قتلوا علقمة وعبد الله جميعا، فركبوا فلقوا عبد الله فسألوه هل قتل أخوه، فلم يخبر بذلك لأن القوم شرطوا ذلك عليه حين خلوا سبيله، وبلغ بني غبر وهم أهل ملهم (٢) حينئذ، فتحصنوا فحرقوا نخلهم، فانحدروا فحاربوهم فظفر بنو ثعلبة وكثر القتلى في حائر فيه ماء لهم، فامتنعوا من شرب مائه وذلك في يوم شديد الحر، فقال مالك بن نويرة:

اشربوا فإنما يعاف مثل هذا المعزى. فشربوا، وقتل عبد الله بن الحارث يومئذ بشرا وجعل يشرب الدم فسمي العلهان، وهذا اليوم يوم ملهم.

ومن ولده يزيد بن قعنب بن عتاب كان فارسا. ومنهم الحرّ بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام، الذي صار مع الحسين بن علي، وكان من قبل من أشد الناس عليه، فقال له الحسين: أنت الحرّ في الدنيا والآخرة. وقتل معه، وله يقول الشاعر:

لنعم الحرّ حرّ بني رياح … وحرّ عند مختلف الرماح


(١) ديوان جرير ص ٤٧٩ - بيتان فقط مع فوارق كبيرة، وانظر أيضا ص ٤٨٧ - ٤٨٨.
(٢) ملهم وقران قريتان من قرى اليمامة. معجم البلدان.