إليه رسولا وقالا له: ادعه ولا تعلمه من نحن، وقل رجل أشتهى مجالستك ومحادثتك، فأدى الرسول الرسالة، فأقبل الأبيرد معه حتى إذا كان ببعض الطريق قال له: لست بماض معك حتى تخبرني من الرجل الذي تدعوني إليه فقال: انتظر حتى أذهب فأستأمره فقعد وذهب الرسول فاستأمرهما فأذنا له في إخبار الأبيرد باسميهما ففعل، فأقبل الأبيرد حتى دخل عليهما فرحبا به وأتياه بطعام فأكل، وجاء الشراب فشربوا وتحدثوا وتناشدوا يومهم، وجعل يسألهم عن الدار هل لها مخرج وهل لها مكان تؤتى منه غير المدخل الذي دخل منه فأخبراه بما سأل عنه، ثم انطلق فأخبر ابنة سلمة بن ذؤيب، فأتت حمزة بن عبد الله بن الزبير فأعلمته علمها، فبعث الخيل حتى أحاطوا بالدار، ثم دخل عليهما فأخذا فذهب بهما إلى حمزة فلما قدما ليقتلا قالا:
برئ الناس من دمائنا إلا الأبيرد فقتلهما حمزة بيده، فقالت أختهما.
لم أر مثل ابني ربيع تتابعا … قتيلين من حي كرام بواحد
أمصلح أهل العراق ولم يقد … قتيل بعبد الله أمي فاقد
وقال الأبيرد:
لعمري لئن كانت رياح تفاسدت … لغيري أجرى في القياد وأوضعا
وغيري أخنى فيهم بلسانه … وصال عليهم باليدين فأوجعا
لعمري لقد كانت رياح عصابة … ميامين حكامين في الأمر مقنعا
رفدت بني العجماء نصحي ولم أكن … أرى في كتاب الله أن يقتلا معا
في أبيات.
ومن بني عبد الله بن رياح: القرضاب بن ثوبان، صاحب الماء الذي في طريق مكة الذي يقال له القرضابي.