فصرعا فلم يزل ربيع يتقلب على ظهره حتى فات أيدي الرجال، ثم أشلى فرسه، أي دعاها، فركبها، وأسروا دعموصا، فاشترك فيه بنو ضبيعة بن عجل وبنو بجير من ولد ربيعة بن عجل، فلحق ربيع بعميرة بن طارق فقال له: إن أخي مقتول. قال عميرة: فكررت حتى أقف على القوم، فإذا دعموص موثق، فقام عمرو بن النهاس العجلي فقال: أنت عميرة؟ قلت:
نعم. قال: فدعاني إلى التعاقد على أن يكون كل واحد منا جارا لصاحبه ففعلنا ذلك، ونظر عمرو فإذا إبله لم تؤخذ فيما أخذ، قال: فتراخى عني، وأخذ بعضهم فرسا لي فبلأي ما ردها علي عمر، وردها وهو متباطئ وبات دعموص عند بني بجير وغدا عليه بنو ضبيعة فهمّوا بقتله، قال عميرة: فقلت:
يا قوم إن أخاكم في أيدي هؤلاء القوم وقد ذهبوا بالإبل، ولن تعدموا منهم فاتكا فادفعوا إلي دعموصا وأنا كفيل لكم بإبلكم وأخيكم، وكانوا يبيتون دعموصا ليلة عند بني ضبيعة وليلة عند بني بجير، فدفعوا إلي دعموصا، فقلت له: النجاء، وحملته على فرسي وركبت مع عشرة من بني بجير حتى انتهينا الى بني ثعلبة بن يربوع، وكانت بنو عجل قد جزوا ناصية دعموص فردوها إليه ولم يجعلوها عندهم، وردوا الإبل وسوادة بن يزيد، فقال عميرة بن طارق في أبيات:
ألم تعلما يا بني عتيبة مقدمي … على ساقط بين الأسنّة مسلم
وكان مع الإبل رجل من بني شيبان مبطون فلما طردوا به مات.
وكان الفرافصة غزا بني تميم في جيش من الأزد وطيّئ وربيعة تميم فأوقع ببني سليط وطوائف من تميم وأسر منهم أسرى، فركب نعيم بن قعنب الرياحي إليه في أمرهم، فوهبهم له إلاّ امرأة من بني سليط أخذها رجل من