فسأله بسطام عما أراد فأخبره بمكان سرح سرح، وبمجتمع قوم قوم، فقال بسطام: يا بني شيبان أطيعوني وأغيروا من أول الليل. فقال له هانئ بن قبيصة: يا أبا الصهباء انتفخ سحرك (١) لأن عتيبة بن الحارث بن شهاب قد هلك بعيره بأسر عتيبة إياه، فقال بسطام: أما إذ عصيتني فأيقن بطعن ينسيك الغنيمة، وأصبحوا فنهضوا من هضبة الحصى يريدون سواد بني يربوع الأعظم، وكانوا بني زبيد رهط اسيد بن حناءة وغيرهم وركب أسيد فواقفهم وقال: من أنتم؟ قال بسطام: أنا بسطام، وقال هانئ: أنا هانئ، وقال الحوفزان: أنا الحوفزان، وقال مفروق: أنا مفروق ثم قالوا لأسيد: من أنت؟ قال: أنا أسيد بن حناءة فانكفأوا إلى النهب والسبي ونادي أسيد: يا سوء صباحاه، وركض إلى بني يربوع ينذرهم ويرسل إلى من لم يحضر منهم وتلاقوا فحمل بعضهم على بعض، وقتل عمارة بن عتيبة، قتله رجل يقال له فقحل، فحمل قعنب بن عصمة على قاتله فطعنه فدقّ صلبه فمات فقحل وكثرت الامداد من بني يربوع، فلما رأتهم بكر لحق آخرهم بأولهم ليجتمعوا ثم عطف فارس منهم على عفاق بن عبد الله بن أبي مليل فقتله، فلحق قعنب الرجل فأسره، وأتى به أبا مليل فضرب عنقه، وحمل أسيد وقعنب على مفروق فطعناه فمات في بني يربوع، وانهزمت بكر بن وائل، ولم يكن لبني يربوع همّ غير بسطام فركض عليه الأحيمر وهو حريث بن عبد الله ليقتله ببجير بن أبي مليل، وكان قتل يوم قشاوة وبدم عفاق بن أبي مليل بن الحارث، وركض عليه الحليس بن عتيبة، فلم يقدروا عليه.