للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديثهم، ورددت بعضه على بعض قالوا: أقبل جرير حتى قدم على الحكم بن أيوب بن أبي عقيل الثقفي وهو خليفة الحجاج بالبصرة فقال:

أقبل من نجران أو من ذي خيم … على قلاص مثل خيطان (١) السّلم

قد طويت بطونها طيّ الأدم … إذا قطعن علما بدا علم

حتى تناهين إلى باب الحكم … خليفة الحجاج غير المتهم

في معدن العز وبحبوح الكرم (٢)

فلما رآه الحكم استطرفه وأعجب به فكتب إلى الحجاج يصفه له فكتب الحجاج إليه في إشخاصه إلى ما قبله، فأشخص جريرا، فأكرمه الحجاج وكساه جبة خزّ صبرية، ثم أرسل إليه بعد أيام فقال: إيه يا عدو نفسه مالك تشتم الناس وتظلمهم فقال: جعلني الله فداء الأمير إنهم والله يظلمونني فانتقم مالي ولفلان وفلان وفلان وفلان، فعدد من هجاه فقال الحجاج: والله ما أدري مالك ولهم، فقال جرير: أما غسان السليطي فإنه رجل من قومي هجاني وعشيرتي فقال:

لعمري لئن كانت بجيلة زانها … جرير (٣) لقد أخزى كليبا جرير ها

أبا لخطفى وابني معيذ ومعرض … تسدّي أمورا جمة ما ينيرها

رميت نصالا عن كليب فقصّرت … مراميك حتى عاد صفرا جفيرها (٤)


(١) خيطان السلم: أغصان السلم.
(٢) ديوان جرير ص ٤٢٤ مع فوارق.
(٣) بهامش الأصل: يعني جرير بن عبد الله البجلي الصحابي ، وتقدم هذا البيت ص ٢٠٥.
(٤) الجفير: جعبة من جلود لا خشب فيها، أو من خشب لا جلود فيها. انظر النقائض ج ١ ص ٦ - ١٥.