للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدك. فقلت: وا سوءتاه، وأيهم أنت؟ قال: سراقة البارقي قلت:

إنك بدأتني ولا والله لا أسوءك أبدا ولو علمت أنك كما أرى لصفحت عنك. قال الحجاج: ثم من؟ قال: البلتع العنبري، واسمه المستنير أعان عمر بن لجأ فقال:

أتعيب من رضيت قريش صهره … وأبوك عبد لا يناكح أوكع (١)

قال: فما قلت له؟ فأنشده:

ما مستنير الخبث إلا فراشة … هوت بين مرتجّ من النقع ساطع

نهيت بنات المستنير عن الخنا … وعن مشيهنّ الليل بين المزارع (٢)

قال: ثم من؟ قال: عبيد بن حصين راعي الإبل. قال: وما لك وله؟ قال: قدمت البصرة وقد بلغني أنه شرب عند عرادة النميري، وكان عرادة نديما للفرزدق وصديقا، فقال عرادة للراعي: يا أبا جندل قل شعرا تفضل فيه صديقي الفرزدق على جرير فقال:

يا صاحبيّ دنا الرحيل فسيرا … غلب الفرزدق في الهجاء جريرا (٣)

فبلغني قوله فلقيته بالمربد فقلت: يا أبا جندل إنك شيخ مضر وشاعرها، وبلغني أنك فضلت الفرزدق عليّ وهو ابن عمي دونك، وكان ابنه جندل واقفا على فرس له، فأقبل يضرب عجز دابة أبيه وأنا قائم فكادت تقطع رجلي وقال: لا أراك واقفا على هذا الكلب الكليبي، امض بنا ودعه يعوي. فناديته: يا بن يربوع إن أهلك بعثوك مائرا، وبئس المائر، لقد مرتهم شرا، وأنا بعثني أهلي لأقعد بهذا المربد فأسبّ من سبّهم وإنى اعطي


(١) الأوكع: الطويل الأحمق. القاموس. وجاء بهامش الأصل: أوكع: أحمق.
(٢) ديوان جرير ص ٢٨٨ مع فوارق.
(٣) ديوان الراعي ص ١٣٩ مع فوارق.