للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جنادف (١) … لا حق بالرأس منكبه

كأنه كودن يوشى بكلاب

من معشر كحلت باللؤم أعينهم … فقد الرؤوس موال غير صياب (٢)

وقيل لي إن أباه قال الأبيات ونحلها إياه فأمسكت عنهما. قال: ثم من؟ قال: العباس بن يزيد الكندي لما قلت:

إذا غضبت عليك بنو تميم … حسبت الناس كلهم غضابا

قال:

ألا رغمت أنوف بني تميم … إذا كانوا على قوم غضابا

قال: فتركته حينا، ثم قدمت الكوفة فأتيت مجلس كندة، فسألتهم أن يكفّوه فأبوا وقالوا: هو شاعر وأوعدوني به فقلت:

ألا أبلغ بنو حجر بن وهب … فإن التمر حلو في الشتاء

عليكم بالنخيل فأصلحوها … ودار بالمشقر والصفاء (٣)

ثم إنه جاور طيئا وحملت أخته واسمها هضيبة فقلت:

أعبدا حلّ في شعبى غريبا … ألؤما لا أبالك واغترابا

وما خفيت هضيبة حين أمست … ولا إطعام سخلتها الكلابا

وقد حملت ثمانية وأوفت … بتاسعها وتحسبها كعابا (٤)

قال: ثم من؟ قال: جفنة المزّاني سألني فخيّرته بين أن أهب له ناقة إذا رجعت إبلي أو أكسوه، أو أمدح قومه، فلم يتخير من ذلك شيئا، وأتى المرار بن منقذ الغداني فأعطاه جملا ثقالا فقال:


(١) الجنادف: الجافي الجسيم، والغليظ القصير. القاموس.
(٢) ديوان الراعي ص ١٠ - ١١.
(٣) ليسا في ديوان جرير المطبوع.
(٤) ديوان جرير ص ٥٥ - ٥٧.