للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خير من الأهتم، فقال خالد: يا أخا بني عبد الدار أتتكلم وقد هشمتك هاشم، وأمتك أمية، وخزمتك مخزوم، وجمحت بك جمح، فأنت عبد دار قريش تفتح لهم إذا دخلوا وتغلق إذا خرجوا.

المدائني عن أبي إسحاق بن فايد قال: خطب حفص بن معاوية أروى بنت خالد، فقال خالد: إني لا أرضاك لها، ولا أرضاها لك، لأنك مطلاق مصلاف، وإنها سليطة فلا تتفقان.

وقال خالد: لا تطلبوا الحوائج عند غير أهلها، ولا تطلبوها في غير حينها، ولا تطلبوا ما لا تستحقون، فإن من طلب ما لا يستحق استوجب الحرمان.

قالوا: وفاخر خالد قوما من أهل الكوفة، فقال خالد: أسفلها (١) قصب، وأوسطها قصب، وأعلاها رطب، ولم يأتها شيء إلاّ طائعا، ولم يخرج منها شيء إلا كارها.

وقال خالد لغلامه: اشتر لنا موزا، ولا تشتره أخضر جاسيا، ولا أسود ذاويا، فأتاه به فقال: لولا إني أعلم أنك قد أكلت منه لأطعمتك واحدة.

وكان خالد يقول: عليكم بكسب الدراهم وحفظها فإنها تلبس النرمق (٢)، وتطعم الجرمق (٣)، وتصون الوجه عن المسألة.

وكان خالد إذا أخذ جائزة قال للدرهم: أما والله لطال ما غوّرت في


(١) بهامش الأصل: خ - أسفل البصرة.
(٢) الترمق: الثياب البيض اللينة. المعرب للجواليقي.
(٣) الجرمق: خف صغير، أو ما يلبس فوق الخف، ويتعارض هذا مع ما جاء بالمتن، وعليه لعله تصحيف ترمق وهو اللين أو درمق أي الدقيق المحور، أو من أنواع الطعام المنسوبة للجرامقة. انظر جامع العريب للبشبيشي - ط. القاهرة ١٩٥٥ ص ٧٧ - ٨٨ - ٩٠.