للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بابن عم ولا جار، ولا مشارك في صناعة.

قالوا: وقال خالد لحفص بن معاوية: هل لك في رقاق من برميسان وصناب (١) من أرض حلوان بينهما دجاجة كأنها أوزة كسكرية، قد سمّنت حتى عمي بصرها، وتجافى جلدها عن لحمها، فصرّحت عن لحم يقق، وشحم فاقع يذهب فهوهة الجائع؟ فقال حفص: أي لعمري. قال:

فموعدك يوم السبت البستان، قال: فأتيته فدعا خبازه فجاء بسفرة فيها ما وصف، فلما وضعت السفرة إذا نحن بأعرابي قد طرأ علينا بغير إذن، أو قال برجل فرّج خصّا في البستان، ودخل فلما نظر إليه خالد مقبلا قال:

والله لهذا الطارئ المتذمر علينا أشد عليّ من شربة ترنجبين في أيام العكاك في غبّ تخمات بعقب حجامة، ارفع السفرة يا غلام، قال: فما رأيتها، ويقال بل أتى بها بعد انصراف الرجل، وقد ذهبت بشاشتها.

وقال خالد: لا يطمع أحد عندي في أربع: الفرض والقرض والهرس، وأن أمشي معه إلى سلطان إلا في حاجتي، فقيل له: ما يرجى منك؟ قال: الماء البارد، وحديث لا ينادى وليده.

قالوا: ووصف خالد البصرة فقال: تخرج قانصا فيجيء هذا بالشبوط والشيم (٢)، ويجيء هذا بالظبي والظليم، ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وديباجا، وبرذونا هملاجا، وخريدة مغناجا، ونهرنا عجب أوله الرطب وأوسطه العنب، وآخره القصب، ولنا التمر في أقنانه كزيتون الشام في أغصانه، تخرج النخلة أسقاطا وأوساطا، ثم تنغلق عن قضبان الفضة


(١) الصناب: صباغ الخردل مع الزبيب والزيت. العين. القاموس.
(٢) من أنواع السمك.