وقال أبو اليقظان: قال أوس بن مغراء في إفاضة آل صفوان بالناس:
ولا يريمون في التعريف موقفهم … حتى يقال أجيزوا آل صفوانا
مجدا بناه لنا قدما أوائلنا … وأورثوه طوال الدهر أخرانا
وقال أبو اليقظان: حدثني عبد الله بن المبارك أنه لم يحضر معهما أحد في بعض السنين إلا امرأة، فأفاضت بالناس.
وقال الكلبي: أقبل كرب بن صفوان بن شجنة يريد بني عامر في شعب جبلة، فخاف قوم من بني تميم ثم حنظلة أن ينذرهم بهم، فأخذوا عليه المواثيق والعهود، فمضى حتى أتى بني عامر فسألوه عن الخبر فجعل لا يتكلم فقالوا: هذا رجل قد أخذت عليه المواثيق والعهود ألا يخبركم بشيء: فقال لست أخبركم بشيء ولكن ائتوا منزلي تجدوا فيه الخبر، فأتوا منزله فإذا خرقة يمانية فيها تراب، وحنظلة قد كسرت، فيها شوك، وإذا وطب معلق فيه لبن، فقال الأحوص بن جعفر بن كلاب: يقول إن القوم في كثرتهم كالتراب، وإن شوكتهم في بني حنظلة، وإن اليمن تجمعهم انظروا ما في الوطب فاصطبّوه فإذا لبن جبن قرص، فقال: يقول: القوم منكم على قدر ما بين حلاب اللبن وان يقرص، ففي ذلك يقول عامر بن الطفيل بعد حين:
ألا أبلغ لديك جموع سعد … فبيتوا إن نهيّجكم نياما
نصحتم بالمغيب ولم تعينوا … علينا إنكم كنتم كراما
ولو كنتم مع ابن الجون كنتم … كمن أمسى وأصبح قد ألاما (١)
(١) ديوان عامر بن الطفيل - ط. دمشق ١٩٩٤ ص ٤٨ - ٤٩ مع فوارق.