عن محمد بن سيرين عن معقل بن يسار قال: أول ما عرف بيني وبين عامر بن عبد قيس أني رأيت قوما عرضوا لرجل من أهل الذمة فكلمهم فيه، ثم حول وركه ونزل عن دابته فقال: كذبتم، والله لا تظلمون ذمة الله اليوم وأنا شاهد.
قال: وبلغني عن عامر أنه قال: لا آكل اللحم، ولا السمن، ولا أتزوج النساء، ولا أصلي في المسجد، ولا يمس بشري بشر أحد، وأنا خير من إبراهيم، فأتيته فقلت له ذلك فقال: أما اللحم فإني رأيت هؤلاء أحدثوا في الذبائح شيئا كرهناه، فإذا اشتهينا اللحم بعثنا فاشترينا شاة فذبحناها وأكلنا من لحمها، وأما السمن فإني آكل ما يجيء من هاهنا، وأشار ابن عون إلى البر، ولا آكل من هاهنا وأشار إلى الجبل، وأما قولهم إني لا أصلي في المساجد فإني أحضر الجمعة، ثم اختار أن أصلي هاهنا، وأما قولهم اني لا أتزوج النساء فإنما لي نفس واحدة وقد كدت أعجز عنها، وأما قولهم إني قلت: إني خير من ابراهيم، فإنما قلت إني أرجو أن يجعلني الله ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ﴾ (١).
حدثنا أحمد، ثنا خلف بن الوليد عن عباد بن عباد عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان عامر بن عبد قيس إذا صلى الصبح تنحى إلى ناحية من المسجد فجلس فيها، ثم قال: من أقرئه؟. فيأتيه قويم فيقرئهم حتى إذا طلعت الشمس وأمكنت الصلاة قام فصلى حتى ينتصف النهار، ثم يرجع إلى بيته فيقيل، ثم يرجع إلى المسجد إذا زالت الشمس فيصلي حتى يصلي الظهر ثم يصلي العصر، ثم يجلس مجلسه ذلك في المسجد ويقول: من أقرئه فيأتيه