للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية. فكتب إليه: هي أملك بنفسها، فدعها وما اختارت ثم انه بعد ذلك سير المغيرة إلى الصفراء (١). فمات. وماتت بالصفراء.

وولدت من المغيرة: يحيى بن المغيرة، وبه يكنى، وتوفيت زينب بنت رسول الله في سنة ثمان من الهجرة بالمدينة. فغسلتها أم أيمن، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة. وصلى عليها رسول الله ، ونزل في قبرها، ومعه أبو العاص. وجعل لها نعش. فكانت أول من اتخذ لها ذلك. والذي أشارت باتخاذه أسماء بنت عميس، رأته بالحبشة، وهي مع زوجها جعفر بن أبي طالب. ويقال إنّ عليا خاف أن يتزوّج معاوية أمامة، فأوصاها أن تتزوّج المغيرة. وكانت أمامة عنده بضعا وعشرين سنة.

وولدت خديجة لرسول الله رقية بنت رسول الله . تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب. فلما نزلت «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» (٢)، قالت أمه أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: قد هجانا محمد. وعزمت على ابنها عتبة أن يطلق رقية. وعزم عليه أبوه أيضا أن يطلقها. ففعل. فزوّجها رسول الله من عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، فهاجرت معه إلى الحبشة. وولدت له عبد الله. فكني أبا عبد الله. وتوفيت في أيام بدر، وهي عند عثمان. ودفنت بالبقيع. وصلى عليها عثمان. وغسلتها أم أيمن. ولم يحضرها رسول الله . ويقال إنّ زيد بن حارثة قدم المدينة بخبر بدر حين سوّى على رقية التراب. وأما عبد الله بن عثمان، فإن رسول الله وضعه في


(١) - وادي صفراء: من ناحية المدينة، وهو واد كثير النخل والزرع والخير في طريق الحاج، وبينه وبين بدر مرحله. معجم البلدان.
(٢) - سورة المسد - الآية:١.